حكمة حكيم ....و اللاحكمة البلوشية

يجب ان اعترف اولاً انني لم اكن متفائلا كثيراً بوجود حكيم شاكر مدرباً لشباب اسود الرافدين ....وهذا بناء على تجاربنا السابقة مع اغلب مدربينا المحليين الا ماندر ....ولكن مارأيته اليوم اعطاني وبالدليل القاطع مدى خطئي وظلمي لامكانيات هذا المدرب ...فبغض النظر عن من يرى حكيم شاكر اسؤا مدرب ..وبغض النظر عن الخسارة المفاجئة امام الامارات ...ولكن متى كنا نرى فريقا عراقياً منقوصا لاعب ومنذ الربع ساعة الاولى لايركن الى الدفاع المستميت ويتوسل الحكم ان ينهي المباراة كي نكسب النقطة ؟؟!!....

مافعله حكيم انه ورغم طرد قلب الدفاع العراقي الا ان منتخبنا كان نداً واضحا للاماراتيين ..بل كان يمكن ان نتقدم اكثر من مرة ....مافعله حكيم شاكر هو القدرة البارعة على عدم تحويل الدفاع العراقي الى شوارع سهلة ...قد تكون هناك بعض الطلعات الاماراتية ولكن هذا يرجع الى تغلب لاعب او اثنين من الاماراتيين بفارق السرعة على مدافعينا ..وهذا شيء لابيد حكيم ولابيد حتى فابيو كابيلو ...فالمهارات الفردية شيء يمثل عامل قوة لاي فريق ....ولكن تماسك الفريق العراقي زاد من تفاؤلي رغم الخسارة ..بان الامل موجود...والعودة الواثقة ستكون من الباب السوري

فريقنا اليوم لا اراه ابداً بالسوء الذي يبالغ البعض بتصوره ...بل ان النقص العددي لم يكن مؤثراً والدليل ان حتى هدف الاماراتيين الاول كان من ضربة جزاء تدعو للضحك اكثر مما تدعو للبكاء ...ففريقنا المنقوص واجه منتخبا يحتوي ثلاث لاعبين من المنتخب الاماراتي الاول ..وواجه حكما اثرت فيه كما يبدو كثيراً العلاقات الكروية المتوترة بين قطر والعراق ....وان اعطيناه العذر في طرد عبد الزهرة الاول الذي نعترف بصحته ...الا اننا لايمكن حتى لو بحثنا في كل تسجيلات مباريات كرة القدم في العالم منذ اختراعها لما وجدنا ولو بصيصاً من صحة في ركلة الجزاء ...فلا الاعاقة كانت اعاقة ...ولا مكان الخطأ كان داخل منطقة الجزاء ...؟؟!!!...فكيف منحها الحكم ..لا ادري ...ثم حالة الطرد الفنطازية الثانية ...واكاد اجزم ان مراقبي الخطوط لم يعرفا حثيثياتها ربما حتى لحظة كتابتي السطور ....

ياسادتي ....ابداً ماكنا سيئين ...وابداً ماكان بالامكان افضل مما كان ....بل وماكان هو افضل مايمكن ان يحققه فريق يواجه هكذا مباراة وهكذا حكم .....واذا تصور البعض انني اجامل حكيم ...فلولا الحكم لاوصلتنا خطة حكيم ربما الى ماهو اكثر من نقطة التعادل ...لان الشد والتوتر النفسي بالتاكيد اثر سلباً على منتخبنا الشبابي بعد الهدف الاول ...ورغم ذلك لاننسى ان اضعنا هدفين لو تحقق احدهما لتغيرت النتيجة تماماً ...وماتزال في ذاكرة اغلبنا بقايا ذكرى من تصفيات كاس العالم 94 حينما كنا نتقدم على كوريا الشمالية بهدفي علاء كاظم في منتخب كان ومازال يعد ذهبياً نسبة للاجيال التي تلته وكان طرد سعد عبد الحميد ...ومافعله عدنان درجال مدربنا حينها - رغم اعتزازي الكبير به - ..وكيف خسرنا المباراة بالثلاثة ...ومما يزيد الطين بله ..ان كوريا الشمالية خرجت من مبارياتها في المجموعة فقط بالنقاط الثلاث التي كسبتها منا ....

انا احمل الان في جوانحي الكثير من الامل ...وانا واثق تماما ان منتخبنا الشبابي قادر على هزم السوريين والكوريين ...خصوصا بعد ان تابعنا مباراتهم ...والتي لم يكونوا فيها البعبع الذي يخيف ....

فتفائلوا ...واتركوا منتخبنا بعيداً عن التجريح والضغط ...ليومين فقط ...وبعدها ان لم نوفق ...ساساعدكم على تعليق مقاصل النقد ومجازر الكلمات ...ولكن اصبروا ليومين فقط ....

المصيبة الثانية اليوم ..كانت قناة العراقية الرياضية .....فبغض النظر عن الرسائل (البايته) ..والتي وبعد نهاية المباراة تنساب وكل يتوقع الفوز 2-0 ..والاخر 3-1 ...وذلك من الناصرية يتوقع 10 -0 ...ولا ادري سر الاصرار على انسياب هذه الرسائل التي يعرض بعضها لخمس مرات ؟؟!! ومالعيب في ان يرتاح السبتايتل لدقائق مالم تكن هناك رسائل .....المصيبة كانت الاستوديو التحليلي الذي اختفى بقدرة قادر بعد نهاية المباراة ...وكان كرة القدم في عرف الرياضية العراقية ..فوز وتعادل وفوز ..والا ...فسيزعل ابو رغيف ويغادر الاستوديو ..وطز فيمن ينتظر شيئاً من المواساة ....الاحترافية مطلوبة بنفس القدر الذي تكون فيه الوطنية ..وحب المنتخب ...وكم كان رائعاً استوديو قناة دبي الرياضية رغم بعض الهنات التي يغفرها حب الوطن ...الا ان المقدم والمحللين كانوا واضحين في مدح اداء الفريق العراقي وفي التاكيد على ان ركلة الجزاء كانت خاطئة تماماً ....كان المفروض ..ان تتعامل العراقية الرياضية بكثير من المنطق والاحترافية ..لانها قناة عراقية رسمية وليست قناة اسسها مجموعة من الشباب اللذين لايعرفون ظبط اعصابهم ...

شكرا شباب العراق الابطال ...عذراً حكيم شاكر ...سامحك الله يا بلوشي رغم انني في قلبي اتمنى ان لايسامحك .....



والقادم افضل بعون الله



وليد الجاسم ـ بغداد